كثيرُ منا يبحث عن التغيير على مستوى الذات وهناك من ينجح وهناك من يتقاعس تجنبا للصعوبة او الألم او المخاطر التي يمكن ان تتضمنها رحلتنا نحو التغيير .. فلنبحر لنتعرف على افضل ما يكون كخطوات للتغيير:
اولا) العلاقات : العلاقات قد تكون حافز للأفضل او قد تكون كالصخور التي تعيق طريق مسيرنا، وهذه العلاقات قد تكون اصدقاء، أقارب او اناس مثل زملاء العمل نلتقي بهم يوميا لوقت طويل .. ولكل من هؤلاء الناس تأثيره فينا بقدر قدرته على التأثيرا سلبا او ايجابا.. لذلك في الخطوة الأولى للتغير نحن بحاجة الى غربلة هذه العلاقات وتغيير ما يمكن تغييره وتحجيم السلبي الذي لا نقوى على تغيره مثل الأخوة والأقارب والتحجيم هنا يمكن ان يكون بتقليص مقدار الوقت معهم وتقليص الحديث ايضا. ومن ثم خلق علاقات متأنية جديدة نشعر بحاجتنا اليها مع اناس نثق بطريقة تفكيرهم واهدافهم.
ثانيا) القــــــــــــدوات: منذ الصغر تضع لنا العائلة بعض القدون من اقراننا او ابناء الجيل الذي تقدمنا بسنوات كقدوات وهذه واحدة من مشاكل نمو الشخصية فقد اختاروا لنا القدوات بدون ان يعرفوا ما الهدف المراد تحقيقه فلو كان قدوتي رجل دين على سبيل المثال لا الحصر وطموحاتي واهدافي ليس لها تلك العلاقة والواضحة بالقدوة فسيكون القدوة هنا واحد من أهم الحواجز بأتجاه تقدمي لذلك علينا مراجعة انفسنا بين فترة وأخرى فيمن نقتدي ولماذا فقد تتغير القدوات وفق الأهداف او المراحل التي نمر بها لذلك فهي الخطوة الثانية في طريق التغيير.
ثالثا) الفكـــــــــــــر: بطريقة مقصودة او غير مقصودة نحمل فكرا معينا .. قد يكون منظما بأتجاه معين لأننا بنيناه وفق ما نعتقد انه الأتجاه الصحيح او قد يكون مجرد جزئيات غير واضحة من فكرة مجموعة اشخاص .. وهنا في كلتا الأتجاهين علينا مراجعة ما نحمل من فكر قبل اعتماده دون مراجعة فالكثير من الدماء يسلها الفكر الخاطيء وحينما يكتشف إنه كان على خطأ في الغالب لا يبقى وقتا للتراجع او فرصة للتصحيح، لذلك نحن بحاجة الى ان نحمل فكرا نكون مقتنعين به ونعرف الى اي شيء يسند وكيف يمكن ان يكون هذا الفكر أحد ادواتنا نحو صناعة التغيير على مستوى الفرد او الفريق او المؤسسة او حتى الأمة.
رابعا) المهـــــــــارات: ما هي المهارات التي نمتلكها؟ وما هي المهارات التي نحتاج لها في رحلتنا الجديدة نحو بناء الشخصية المختلفة؟ وكيف يمكن لنا ان نستثمر طريقة استخدامها فعلى سبيل المثال لو كنت املك مهارة التحدث بلغة معينة والطريق الى الأمام يحتاج مني ان استخدم مهارة السباحة التي لا املكها فعلي ان اركز قوتي وفق خط زمني محدد بأن امتلك ما احتاج من مهارة وإلا سأكتفي بالوصول الى منتصف الطريق والوقوف على النهر الذي لا استطيع له عبورا.
خامســــــــــا) الأهتمامات: يا ترى ما هي اهدافنا التي نريد تحقيقها؟ ولماذا هذه هي اهدافنا؟ هل هي نسخة من حياة شخص اخر نريد استخدامها؟ أم هي اهتماماتنا نحن على وجه الخصوص من اجل خلق الأثر التي تحمله شخصيتنا في البيئة التي نحيى بها؟ هل يمكن مراجعة هذه الأهتمامات؟ هل من الممكن تغيير تلك التي لا تخدم الهدف الحقيقي؟ نعم كل شيء ممكن ومن الممكن ان تتغير الأهتمامات وفقا للهدف الذي نريد تحقيقه ولذلك ذوو النجاجات المستمرة على مختلف الأصعده هم أولئك الذين يراجعون كل ذلك وفق المرحلة والبيئة والفرص المتاحة ايضا.
من خلال هذه الخماسية ومن خلال تغيير متسق من الممكن ان نصنع التغيير على مستوى الذات لننطلق منه للفريق